كتاب "حروب قذرة: ميدان المعركة العالم" لمؤلفه جيريمي سكاهيل، كتابٌ حوّل إلى فيلم وثائقي نال عدة جوائز في مهرجانات عالمية، ورُشّح لنيل جائزة الأوسكار. في ليلة 14 تشرين الأول/ أكتوبر، سنة 2011، أقدمت الولايات المتحدة على قتل عبد الرّحمن العولقي ذي الستة عشر ربيعًا، نجل أنور العولقي الذي أعدمته أميركا قبله بأسبوعين متّهمة إيّاه بالإرهاب، من دون أي دليل. لم تفصح الجهة القاتلة عن سبب اغتيال الابن، وهو استباق ما قد يصبح عليه في يوم من الأيام. وشكّل اغتياله مثلًا صارخًا عن المدى الذي قد تذهب إليه أميركا في تنفيذ ما تراه صائبًا والإمساك بأقدار الأفراد والشعوب والدول، تحت طائلة إنزال الصّواعق عليها من علياء طائراتها من دون طيّار، كما يفعل الإله زيوس بأعدائه من علياء أولمبه.يكشف جيريمي سكاهيل أن نخبة جنود زوس الأميركي، من قوات مشاة البحرية الأميركية ودلتا فورس ومرتزقة بلاكووتر، وغيرها من شركات الموت، وقسم الأنشطة الخاصة في السّي. آي. إيه، وقيادة العمليات الخاصة المشتركة، تدير العمليات في أكثر من مئة بلد. وتنفّذ مهمات القتل الاستهدافي وخطف الأفراد وتوجيه الطائرات من دون طيّار والقصف بصواريخ كروز المدمّرة ويبرهن أن بلاده لا توفّر بسياساتها وحروبها الظروف الموضوعية لاستمرار الإرهاب، وحسب، بل تزيده اشتعالًا وانتشارًا.يتتبّع سكاهيل الخيوط بدءًا ببلاده ذاتها مع قصة العولقي، معاينًا بأسلوب صحفي تحقيقي مثير خفايا السّي. آي. إيه في الصومال، والقتل الاستهدافي الذي تنزله أميركا على رؤوس من تجدهم طائراتها من دون طيّار في طريقها في اليمن وأفغانستان، سواء أكان إرهابيّا أم لا. ويقابل شهودًا رأوا بأم العين ما جرى في قرية المعجّلة اليمنية ومنطقة غارديز الأفغانية وغيرهما. وينقل إلى القارئ أصوات المقهورين والمفجوعين والسّاخطين.كتاب يفضح ما يجري وراء أسوار معسكرات التعذيب الأميركية، وحقيقة الأشخاص الأميركيين المتستّرين وراء وظائفهم الدبلوماسية المزعومة والحلقة الجهنّمية المفرغة لحروب أميركا. يقدّم سكاهيل عملًا تحقيقيًّا تأريخيًّا ناصع القيمة والالتزام والهدف عن الحرب الأميركية على الإرهاب وحقيقتها القذرة. "لم ينجح صحافي في أميركا والعالم كما نجح سكاهيل بإلقاء الضوء على حقيقة الحرب ضد الإرهاب في عهد أوباما."